مفهوم التربية الخاصة
لعل أول سؤال يتبادر في ذهن القارئ حديث الإطلاع على قضايا هذه الفئة من الأفراد غير العاديين هو: من هم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأطفال غير العاديين؟ لذلك سوف يتم في هذا المقال نوضيح ما هو المقصود بهذه الفئة من الأفراد كما سوف سيتم توضيح بعض المصطلحات ذات العلاقة بهذه الفئة من الأفراد، كذلك سوف يتم تناول معضم من المفاهيم والقضايا الأساسية ذات العلاقة في التربية الخاصة.
لقد أطلق على هذا الفئة من الأفراد عدد من المصطلحات لوصفهم كأفراد يختلفون عن الطلبة العاديين والذين يحتاجون إلى الخدمات التربوية الخاصة إلا أنه يمكننا وضع التعريف المبسط الآتي والذي يوضح المقصود بهذه الفئه من الأطفال.
يشير مصطلح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالأطفال غير العاديين إلى تلك الفئة من الأطفال الذين ينحرفون إنحراف ملحوظ عن المتوسط العام الأفراد العاديين في النمو العقلي والإنفعالي والحركي واللغوي ،مما يستدعي إهتماما خاصا من المتدخلين المهتمين بهذه الفئة من حيث الطرائق وتشخيصهم ودفع البرامج التربوية وإختيار طرائق التدريس الملائمة لهم .
يلاحظ ان هذا المصطلح يشتمل على الأطفال الموهوبين وكذلك الأطفال المعوقين بفئاتهم المختلفة وتجدر الإشارة إلا أن هناك العديد من المصطلحات المستخدمة في ميدان التربية الخاصة تعنى بأوضاع الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة أو الأطفال غير العاديين الذين يحتاجون الى خدمات تربوية خاصة وفيما يلي توضيح لهذه المصطلحات :
1 – العجز(Disability)
هي حاله تتصف بضعف وظيفي على النمو وتنتج عن مشكلات جسمية أو حسية أو صعوبات في التعلم والتكليف الإجتماعي، إذن فالعجز هو إصطلاح يشير إلى الوظيفة أو فقدان أحد أجزاء الجسم او أعضائه مما يحد من قدرة الفرد على أداء بعض المهمات (كالمشي أو السمعي أو البصري) كما يؤديها الفرد العادي .
وبهذا المعنى أيضا لا يمكن إعتبار الفرد الذي يعاني من عجز ما، على أنه معاق مالم يؤدي هذا العجز الى مشكلات تربوية أو شخصية أو إجتماعية أو مهنية لدى الفرد ,كما أن إصطلاح العجز هذا, لا يشمل الافراد الموهوبين .
2 – الإصابة (Impairment)
هي عبارة من عدم قدره الفرد على الإستجابة للبيئة أو التكيف معها أو جسمية أو عقلية .والعجز هو الذي يسبب هذه المشكلات عند الفرد المصاب به مع البيئة،
وتجدر الإشارة هنا أنه يجب التفريق لمصطلح العجز و الإعاقة وذلك على النحو الآتي : إن مصطلح الإعاقة ليس مرادفا لمصطلح العزم ويستخدم هذا المصطلح لوصف حالات أو حاجز فرد عن طريق المجتمع أو البيئة أو الشخص نفسه ,ويمكن إستخدام مصطلح الإعاقة عند الإستشهاد بالقوانين والحالات المحددة، ولكن لا ينبغي أن يستخدم لوصف العجز قل مثلا “أن السلم يمثل إعاقه له “او”هو اعيق بالباص غير المجهز”.
إن مصطلح العجز مصطلح عام يستخدم للتعبير الذي يحد من قدرات الفرد مثال ذلك القدرة على المشي أو السمع او التعلم أو حمل الأشياء، ويمكن أن يرجع ذلك إلى حالة جسمية أو عقلية أو حسية ويمكن إستخدامها فيمكن أن نقول مثلا الأفراد العاجزون عقليا وجسميا أو الرجل العاجز .
3 – الاطفال المعرضون للخطر (At Risk children)
يشير هذا المصطلح إلى المصابين حاليا بالعجز أو الإعاقة، لكن فرصتهم أكبر من غيرهم لتطوير العجز لاحقا وأكثر ما يستخدم هذا الإصطلاح من قبل الأطباء للاشارة إلى حالة الحمل التي من المحتمل أن ينشأ عنها أطفال عاجزين ويواجه مشكلات نمائية.
والسؤال الذي يجب الإجابة عليه قبل الخوض في التفاصيل الكثيرة ذات العلاقة بالأفراد غير العاديين هو ماهي التربة الخاصة؟
يعتبر موضوع التربية الخاصة من الموضوعات الحديثة في ميدان التربية وعلم النفس مقارنة بموضوعات هذا الميدان مثل علم نفس النمو علم النفس التربوي وعلم النفس الاجتماعي …الخ،وتعود جذور هذا الموضوع وبدايته إلى النصف الثاني من القرن العشرين وهناك موضوعات وعلوم كثيرة تغني ميدان التربية الخاصة منها القانون والطب أما موضوع التربية الخاصة فهو يهدف لخدمه الأفراد غير العاديين الذين ينحرفون إنحراف ملحوضا عن المتوسط العام للافراد العاديين، في نموهم العقلي، والانفعالي والحركي واللغوي، مما يستدعي اهتمالا خاصا من المربيين بهذه الفئة من الأفراد من حيث طرائق تشخيصهم ووضع البرامج التربوية وإختيار طرائق التدريس المناسبه لهم.
ويمكن تعريف التربية الخاصة من خلال أكثر من موضوع، فالبعض قد ينظر لها من زاوية قانونية والبعض الآخر قد جزء من النظام المدرسي ومجموعة أخرى قد تنظر لها من منظور إجتماعي أو سياسي على إعتبار أنها إحدى ثمار حركة الحقوق المدنية، كونها تحكي سوء التغيرات في الإتجاه المجتمعية نحو الإعاقة بشكل عام لكن جميع التعريفات السابقة هذه لا تتحدث عن روح التربية الخاصة أو جوهرها. وبما أن جوهر التربية الخاصة هو التعليم يجب التركيز والحديث عن التربيه الخاصة ضمن هذا الإطار . لذلك يمكن تعريف التربية الخاصة بأنها هي مجموعة البرامج التربوية المتخصصة التي تقدم لفئات من أفراد غير العاديين وذلك بهدف مساعدتهم في التكليف و تلبية احتياجاتهم وتنمية قدراتهم ومساعدتهم على الدمج في المجتمع .
فهي ممارسة تعليم الطلاب بطريقة تلبي اختلافاتهم واحتياجاتهم الفردية. تتضمن هذه العملية إجراءات التدريس المنظمة والمخطط لها، والمراقبة والمنهجية، والمعدات والمواد المصممة لاحتياجات الطلاب، والاختبار للأغراض التي يمكن الوصول إليها. مجالات العمل التعليمية لمساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على تحقيق مستوى أعلى في الإعتماد على الذات والنجاح في المدرسة وفي مجتمعهم، قد لا يكون هذا الإنجاز متاحًا إذا كان لدى الطالب فرصة لتلقي تعليم نموذجي في فصل دراسي عادي.